تطور الصحافة الالكترونية


تطور الصحافة الالكترونية


لقد شهد الإعلام العربي على مستوى تكنولوجيات الإعلام والاتصال تحولات معتبرة خلال العقدين الماضيين، وكان من أبرز ملامحها ظهور شبكة الانترنت كوسيلة اتصال تفاعلية أتاحت الفرصة أمام الأفراد والجماعات والمؤسسات للوصول إلى المعلومات وبحجم هائل وبسرعة فائقة، أو إرسالها ونشرها على نطاق واسع لم يسبق له مثيل في التاريخ. ونظرا للفرص الكبيرة المتنوعة والمتعددة الأبعاد التي أتاحتها شبكة الإنترنت للاتصال، أضحت استخداماتها المختلفة، ومنها على الخصوص الإعلامية، تمثل أحد أبرز تطبيقاتها المعاصرة. حيث تسابقت المؤسسات الإعلامية والأفراد والفئات المختلفة لاستغلال هذا المورد الاتصالي الهام في نشر وتبادل المعلومات بأشكالها المتعددة، مما أدى إلى إفراز أنماط إعلامية جديدة، وأبرزها ما يسمى بالصحافة الالكترونية أو صحافة الانترنت.


خلفية تاريخية لتطور الصحافة الالكترونية :

 يرى بعض الباحثين أن ولادة الصحافة الالكترونية كان مع بداية السبعينيات،  وظهور خدمة " التلتكست[1] " عام 1976، كثمرة تعاون بين: مؤسستي: and Independent  Broadcasting BBC
 ولقد شهد عام 1979 ولادة خدمة الفيديوتكست[2] الأكثر تفاعلية مع نظام Prestel  على يد مؤسسة British Telecom Authority البريطانية. وبناءا على النجاح الذي أحرزته المؤسسات المذكورة في توفير خدمة النصوص التفاعلية للمستفيدين، دخلت بعض المؤسسات الصحفية الأمريكية منتصف الثمانينيات على هذا الخط.  وبذلك بدأ العمل على توفير النصوص الصحفية بشكل الكتروني إلى المستفيدين عبر الاتصال الفوري المباشر[3].
إلا أن هاته المحاولات لم تلق النجاح المطلوب، وتكبدت خسائر مالية قدرت حينها ب 200 مليون دولار أمريكي. لذلك توقفت مشاريع هاته المؤسسات الصحفية، ويرجع المختصون البداية غير الموفقة للصحيفة الالكترونية، إلى عدم توفر تقنيات متطورة بما فيه الكفاية  لتسمح بوصول غير مكلف وسهل إلى المحتوى الالكتروني، زيادة على نقص الاهتمام بهذا النوع من الخدمات الإعلامية من قبل المعلنين و المستفيدين على حد سواء. لكن مع بداية التسعينيات تطورت تقنيات النشر الالكتروني، إضافة إلى حاجة المستفيدين إلى الخدمات الالكترونية. ولقد ارتبط نجاح خدمة التلتكست باعتمادها على جهاز التلفزيون، أما نجاح الصحيفة الالكترونية في انطلاقتها الثانية فمرتبط بتوفر جهاز الحاسب الآلي وتطوره .
  وتعتبر صحيفة "هيلزنبرغ إجبلاد"  السويدية أول صحيفة تنشر بالكامل على الإنترنت، وتلتها صحيفة"الواشنطن بوست" الأمريكية سنة 1994 والتي قامت بإعداد نشرة يعاد تحديثها فوريا في كل مرة تتغير فيها الأحداث، مع وجود مراجع وثائقية و تاريخية و إعلانات. و قد أطلق على هذا النوع من النشر في بدايته الأولى مصطلح الحبر الرقمي.[4]
 وبالتالي، وقبل نهاية التسعينيات، كانت هناك عشرات الصحف في العالم وخصوصا الكبرى منها قد سخرت إمكانيات معتبرة لتنشئ مواقع على شبكة الانترنت نظرا لقلة التكلفة والسهولة، رامية بذلك المسعى إلى توسيع آفاق التوزيع والانتشار، لتتجاوز التقييدات المالية والنقل وبصفة خاصة قيود الرقابة.
إلا أنه سرعان ما اكتشف مسيرو هاته الصحف أن النسخة الالكترونية المشابهة للطبعة الورقية لم تعد تلبي احتياجات القراء، إذ أن المستخدم يبحث عن الجديد بعيدا عن الطبعة الورقية على الإنترنت. وهكذا، بدأت الصحف بإنشاء إدارات تحري خاصة بمواقعها الالكترونية تتولى تحرير جريدة منفصلة عن النسخة الورقية.
وبالتالي، أصبحت الصحف الالكترونية منافسة للصحف المطبوعة، كما أن الأهمية المتزايدة للصحافة الالكترونية أدى إلى ظهور اتجاه آخر من هذه الصحف يتمثل في ظهور مواقع إخبارية الكترونية،  تتخذ مظهر صحيفة متكاملة من حيث المضمون والمسمى. ولكن تخضع للنمط الالكتروني وهي صحف الكترونية محضة لا علاقة لها بأي صحيفة ورقية، إذ نشأت في بيئة الانترنت وحققت نجاحا كبيرا، حتى أن نجاحها شجع بعضها على الخوض في عالم النشر التقليدي الورقي، وهذا ما أصبح يعرف بعبارة " الهجرة المعاكسة ".

عوامل ظهور الصحافة الالكترونية وأسبابه :

- 1972 اكتشف راي توملينسون البريد الإلكتروني
- 1991 جامعة مينيسوتا الأمريكية تطور واجهة سهلة الاستخدام للانترنت.
- يناير 1995 إطلاق نطاق ياهو دوت كوم
- سبتمبر 1997 إطلاق عملاق البحث على الشبكة العنكبوتية جوجل
- 1998 شركة مايكروسوفت نظام التشغيل "ويندوز 98".
- 1999 صحيفة الجارديان البريطانية تطلق نسختها الإلكترونية
- فبراير 2004 إطلاق موقع "فيس بوك" لطلبة جامعة هارفارد، قبل أن يصبح الموقع الأكثر شعبية على الإنترنت حيث وصل عدد مستخدميه في 2012 أكثر من مليار شخص.
- يوليو 2006 إطلاق موقع "تويتر" الذي وصل عدد مستخدميه في 2012 أكثر من 500 مليون شخص.
- أكتوبر 2006 إطلاق موقع ونطاق ويكيليكس.
- خلال الفترة من 2000 إلى 2009 ارتفع عدد مستخدمي الانترنت في العالم من 394 مليون شخص إلى مليار و858 مليون شخص.
- في 2010 : استخدم 22 % من سكان العالم الكمبيوتر مليار شخص يستخدمون محرك البحث على الانترنت جوجل يوميا 300 مليون شخص يقرؤون المدونات ملياري فيديو يتم عرضها على موقع يوتيوب يوميا
-بلغ عدد مستخدمي الانترنت في العالم قرابة ملياري شخص (30% من سكان العالم).
- يونيو 2012 : بلغ عدد مستخدمي الانترنت في العالم حوالي 2.4 مليار شخص (34 % من سكان العالم).
- 13 ديسمبر 2012 : مجلة نيوز ويك الأمريكية تعلن إيقاف طبعتها الورقية نهائيا والاعتماد على النسخة الإلكترونية فقط.


تطور الصحافة الالكترونية العربية :

كانت عبارة عن مواقع للصحف الورقية ذاتها، وكانت هذه الصحف تنشر جزءًا من محتواها الورقي على موقعها الإلكتروني، اهذه الأسباب ظلت هذه المواقع مهملة لفترة طويلة، ولم تكن هذه الصحف تنظر بجدية إلى مواقعها, ولم يكن هناك وعي لخصائص النشر الإلكتروني على أنه ذو طبيعة مغايرة للنشر الورقي، فكانت بكل بساطة تشكل نافذة لجزء من محتوى الصحيفة الورقي لمن يصعب عليه الحصول على " الطبعة الورقية ", وحينما بدأت الصحافة تهتم بمواقعها الالكترونية فإن التطور كان منصبًا على إتاحة المحتوى الورقي ذاته والحفاظ على شكله في الصحيفة، ومن هنا ولدت نسخ الـ pdf للصحيفة ذاتها، تلك النسخ التي أتاحت توفير الصحيفة بشكلها وإخراجها الورقي على موقع الصحيفة.
إلا أن ولادة وسائل نشر أخرى عبر شبكة الإنترنت (مجموعات بريدية، منتديات ) وتخففها من الرسمية التي حكمت مواقع الصحف، وكذلك فتح باب التفاعل على أوسع أبوابه، وإتاحتها لإمكانية أن يكون كل مشارك ناشر، ولّدَ خصائص نشرية لهذه الوسائل، وكذلك ولد معها قارئ جديد قد لا يكون قارئًا للصحافة الورقية بالضرورة, هذا القارئ الالكتروني ولد ضمن سياقات وشروط قرائية مختلفة، لم تستطع الصحافة الورقية المتواجدة إلكترونيًا أن تلمسها في البداية، إلا أن ولادة المواقع الإلكترونية للوسائل الإعلامية الأخرى (القنوات الفضائية الإخبارية بشكل خاص) والذي كان شبه مستقل عن وسيلة الإعلام نفسها، وتنوع محتواه بحيث لم يعد ما ينشر فيه مقصورًا على جزء مما تبثه وسيلة الإعلام، بل إن محتوى الموقع كان يحمل قدرًا كبيرًا من المواد الإعلامية التي لا تبثها وسيلة الإعلام نتيجة تحكم وقت البث, فجاءت هذه المواقع لتشكل حلاً لهذا العامل الذي لا يمكن تجاوزه، وبالتالي أصبح الموقع أوسع من وسيلة الإعلام الأم.
كل هذا أجبر الصحافة على التعامل بجدية أكبر مع ” طبعتها ” الإلكترونية، التي لم يكن لها حتى كادر مستقل عن طبعتها الورقية، وكان التقنيون هم المسئولين عن الموقع الإلكتروني للصحيفة.
في هذا السياق، ولدت جريدة “إيلاف” وانطلقت في 21 أيار (مايو) من العام 2001 لتعلن عن نفسها كأول جريدة إلكترونية عربية، ليست مدعومة بوسيلة إعلام سابقة لها مثل الصحف الورقية والقنوات الفضائية.
بينما تعتبر صحيفة “الجزيرة” أول صحيفة سعودية تطلق نسختها الالكترونية على الانترنت وذلك في نيسان 1997م.

تطور الصحف الإلكترونية:

- تطورت الصحف الالكترونية فأصبح لها دورية صدور مختلفة في الأغلب عن الصحف الورقية.
-  طورت سياستها التحريرية تبعا لتغير الجمهور وطبيعته وعاداته.
- طورت تقنياتها الخاصة مستفيدة من إمكانات الكمبيوتر وشبكة الإنترنت التي تجمع بين مميزات الصحيفة والراديو والكتاب والتلفزيون المحلي.




تطور المحتوى الإخباري :

أما بناء المحتوى الإخباري لصحافة الانترنت فقد تطور حسب Pavlik عبر ثلاث مراحل؛ ففي المرحلة الأولى كانت صحيفة الإنترنت تعيد نشر معظم أو كل أو جزء من محتوى الصحيفة الأم وهذا النوع من الصحافة مازال سائدا, المرحلة الثانية يقوم الصحافيون بإعادة إنتاج بعض النصوص للتوائم مع مميزات ما ينشر في الشبكة وذلك بتغذية النص بالروابط والإشارات المرجعية وما إلى ذلك، وهذا يمثل درجة متقدمة عن النوع الأول, أما المرحلة الثالثة فيقوم الصحافيون بإنتاج محتوى خاص بصحيفة الانترنت يستوعبوا فيه تنظيمات النشر الشبكي ويطبقوا فيه الأشكال الجديدة للتعبير عن الخبر.

ومن هنا يتضح لنا نوعين من الصحف الإلكترونية :

1- الصحف الالكترونية الكاملة:
هي صحف قائمة بذاتها إن كانت تحمل أسم الصحيفة الورقية وتتميز هذه الصحف الالكترونية بأنها: تقدم نفس الخدمات الإعلامية والصحفية التي تقدمها الصحيفة الورقية من أخبار وتقارير وغيرها من مواد صحفية.
تقدم خدمات صحفية وإعلامية أضافية لا تستطيع الصحيفة الورقية تقديمها، مثل البحث داخل الصحيفة وخدمات الرد الفوري والتعليق و الأرشيف.
تقدم خدمة الوسائط المتعددة النصية والصوتية.

2- النسخ الالكترونية من الصحف الورقية:
وهي مواقع الصحف المطبوعة على شبكة الانترنت، حيث تقتصر خدماتها على تقديم كل أو جزء من مضمون الصحيفة الورقية مع بعض الخدمات المتصلة بالصحيفة الورقية, مثل خدمة الاشتراك وخدمة الإعلانات والربط بالمواقع الأخرى.

اسباب الاهتمام بالصحف الالكترونية وتطورها :

1- الامتدادات الإلكترونية لوسائل الإعلام ( مواقع الصحف والقنوات الفضائية
والمجلات).
في ظل الاتجاه المتزايد نحو استخدام الإنترنت كوسيلة للإعلام والحصول على
الأخبار ومتابعة ما يجرى عالميا، تعين على الصحف المطبوعة أن تنشئ لنفسها مواقع إلكترونية تخاطب بها جمهور الإنترنت الذي يتزايد بصورة كبيرة عالميا، وتستخدم كوسيلة لامتصاص واستيعاب صدمة المنافسة الناشئة عن اقتحام هذا المجال. ويزخر هذا المدخل بالعديد من النقاط الجديرة بالمناقشة مثل مستوى الجودة في الموقع من حيث التصميم والتبويب، ودورة تحديث البيانات بالموقع، والخدمات المقدمة عليه وغيرها، وتحمل هذه الجوانب وغيرها قدرا من الثراء خاصة فيما يتعلق بمواقع الصحف العربية التي لم تدرس بالقدر الكافي رغم أن متابعتها واردة

2- الصحف الإلكترونية (بوابات صحفية بلا صحف ورقية).
     في عام 1999 ظهرت عبر الإنترنت موجة "الدوت كوم"، والتي يقصد بها الشركات التي ظهرت وتأسست لكي تعمل عبر الإنترنت فقط دون أن يكون لها نشاط أو وجود مادي على أرض الواقع. وظهرت مئات الشركات من هذا النوع في مجالات عديدة، شملت السياحة والسفر والتجارة الإلكترونية والمجالات العلمية والصناعية وأيضا المجال الإعلامي والصحفي. فتشكلت شركات لم تكن سوى مواقع على الشبكة تعمل في مجال الصحافة والإعلام، وعرفت باسم بوابات الإنترنت الصحفية، وتخصصت في تقديم المواد الإخبارية والتحليلات الصحفية والمقابلات والحوارات والمحادثة والنشرات البريدية الإلكترونية وخدمات البريد الإلكتروني وخدمات البحث في الأرشيف. وحاليا تجسد هذه البوابات نموذجا للصحافة الإلكترونية التي تمارس عملها بالكامل عبر الإنترنت دون أن يكون لها أي نسخ مطبوعة. الأمر الذي يجعل منها مدخلا جيدا وغنيا، يمكن الاقتراب منه وفقا للعديد من النقاط الخاصة بالتصميم ودورية التحديث وتنوع الخدمات، والجهات القائمة على الموقع وتوجهاته العامة والرؤية التي يحملها القائمون عليه.

3- الصحف الإلكترونية التليفزيونية (قنوات المعلومات).
تعد قنوات المعلومات عبر التليفزيون أحد أوجه ظاهرة الصحافة الإلكترونية الحديثة التي لا يمكن إغفالها، حتى وإن كانت لا تحظى بنفس القدر من الاهتمام الذي تحظى به أنواع الصحافة الإلكترونية المرتبطة عضويا بشبكة الإنترنت، فهي عمليا تقدم نوعا من الصحافة المقروءة على الشاشة، يستخدم فيه العديد من الفنون والمهارات الصحفية المعروفة، خاصة فن الخبر والتقرير وإن كانت تعتمد على السرعة والتركيز في العرض، مع تنوع الاهتمامات والمزج ما بين المادة الخبرية وبعض الخدمات الحياتية المختلفة، وقد تكون أبرز قيمة مضافة يقدمها هذا النوع من الصحافة الإلكترونية هي الانتشار الواسع الذي ربما يفوق انتشار الصحف المطبوعة والإلكترونية أحيانا، بحكم أنها تبث عبر وسيلة توصيل أوسع انتشارا وأكثر إتاحة وهى جهاز التليفزيون.

4- الامتدادات الإلكترونية للمؤسسات غير الإعلامية.
    لقد أشرنا آنفا إلى أن الطابع المفتوح لبيئة العمل الصحفي عبر الإنترنت فتح المجال واسعا أمام العديد من الجهات غير الصحفية والإعلامية، لكي تمارس بنفسها وبشكل مباشر النشاط الصحفي بشكل أو بآخر. لذلك يمكن لمستخدم الشبكة أن يجد مئات المواقع الشهيرة التابعة لأحزاب سياسية ومنظمات محلية ودولية، وحركات سياسية وعسكرية بل وحكومات ودول، جميعها يقدم خدمات صحفية متنوعة عبر هذه المواقع، تشمل الخبر والرأي والتقارير المكتوبة والمصورة والتحليلات ولقطات فيديو وتسجيلات حية وساحات النقاش والحوار وغيرها، مما يجعلنا أمام مظهر مستقل قائم بذاته من مظاهر الصحافة الإلكترونية، تمتزج فيه السياسة والعلوم والاقتصاد بالصحافة، وتتلاشى فيه الحدود بين مصدر المعلومة والجهة القائمة على بثها ونقلها.

اسبابها :

• التكلفة المادية : في الصحافة الورقية أنت مجبر على دفع مقابل مالي للإطلاع على الصحيفة ، بل إن بعض الصحف تقوم بتثبيت أوراق الصحيفة بالدبابيس لمنع الإطلاع على ما تحتويه قبل دفع ثمنها ، بينما في الإنترنت أنت تطالع الصحف مجاناً.
• سرعة الوصول للخبر : في كثير من الأحيان تجد أن الأخبار التي تصلك عبر الصحافة الورقية هي أخبار محروقة قد انتشرت في المواقع الإلكترونية قبل ما لا يقل عن 24 ساعة، فالجرائد تعطيك أخبار أمس، و أحيانا قبل أمس على حسب الوقت، أما في الشبكة فالأخبار في المواقع الإخبارية تحدَّث على فترات متقاربة ، وأحياناً حسب ما يستجد من أحداث وفي نفس وقت الحدث.
• مشكلة الأخبار المؤدلجة: كثير من الصحف لا تقدم الخبر للقارئ كما هو بل تعمد إلى توظيفه بما يخدم توجهها وإيديولوجيتها، وبالتالي يأتيك الخبر في أحسن الأحوال وقد ُطمست بعض أجزائه أو سلط الضوء بشكل مقصود على جانب من جوانبه وأهملت عمداً الجوانب الأخرى, أما في الشبكة فبإمكانك الحصول على الخبر من مصادر عديدة مختلفة الاتجاهات، وهذا يزودك بمناعة كافية ضد ما يسمى بـ ” أدلجة الأخبار” ، لأنك ستكتشف بمقارنة سريعة للخبر بين صحيفتين مختلفتي التوجه أي تلاعب أو تدليس في المادة الصحفية من قبل هذه الصحيفة أو تلك .
• زوال الحدود الجغرافية وتقلص المسافات : في الصحافة الورقية لا تطلع إلا على صحيفة واحدة من الصحف التي تصل إلى مراكز التوزيع في بلدك ، وتبقى الكثير من الصحف الأخرى بعيدة عنك . بينما في الصحافة الإلكترونية تستطيع حيثما كنت أن تطالع الصحافة الإلكترونية التي تصدر من أي مكان في العالم بسهولة تامة.
• التخزين وإعادة الاستفادة : بإمكانك إعادة الاستفادة من المادة الصحفية الإلكترونية بسهولة ، بينما يصعب ذلك جداً في الصحافة الورقية .
• سهولة التفاعل والتواصل : إمكانية التعليق على الخبر أو المقال والتواصل مع المحرر أو الكاتب بسرعة في الصحيفة الإلكترونية ، والتفاعل بين الزائر و الناشر، حيث تتحرك المعلومة بطريق واحد من الجريدة إلى القارئ، أما الكترونياً فالمعلومة تتحرك بعدة اتجاهات من الكاتب إلى القارئ و من القارئ إلى الكاتب و بين القراء أيضا. يأتي التفاعل عن طريق التعليق أو التقييم أو المنتديات و غيرها.
• مشكلة التوزيع: للحصول على خبر من صحيفة ورقية لابد من ذهابك لمكان بيع الصحف، وأحيانا ً ُتفاجأ بأن موزع الصحف لم يأت بعد، فُتضطر للذهاب والعودة في وقت لاحق، وربما تفاجأ في المرة الثانية بأن الأعداد قد نفدت لأنك تأخرت في المجيء ! . في الصحافة الإلكترونية بمجرد حلول اليوم الجديد تدخل إلى الشبكة لتجد الأعداد الجديدة بانتظارك، فمشاكل التوزيع لا وجود لها، والأعداد متوفرة !
• حرية الاختيار: تنطبق على التلفزيون حيث يستطيع المشاهد رؤية صورة أوضح للحدث، و يأتي الاختلاف الكترونياً بإعطاء حرية الزائر باختيار ماذا يريد متى ما يريد و لا ينحصر بتوقيت مثل نشرة الأخبار التلفزيونية.
• حرية التنقل: تستطيع من خلال هاتفك النقال الحصول على آخر الأخبار و المعلومات كاملة عن طريق الانترنت.

الخدمات التي تنفرد الصحف الإلكترونية بتقديمها:


• خدمة رجع الصدى feed-back

تتيح هذه الخدمة للمستخدم التعليق على ما نشر بالصحيفة وإرسال رسائل الكترونية إلى المحرر يعلق فيها على ما نشر بالصحيفة أو يقدم فيها اقتراحا أو تصحيحا لما نشر. وتتباين مسميات هذه الخدمة في مواقع الصحف المختلفة مثل :feedback ، وSend us feedback، كما تتفرع منها خدمات أخرى في بعض المواقع مثل خدمة التصحيح Corrections. وبهذه الخدمة تتميز الصحف الالكترونية عن الصحف الورقية التي لا تسمح طبيعة إنتاجها والتكنولوجيا المستخدمة فيها بتقديم خدمة رجع الصدى الفوري أو المباشر وهو ما تعاني منه وسائل الإعلام التقليدية خاصة الصحف حيث يتميز رجع الصدى فيها بأنه غير مباشر ومتأخر.


• خدمة البريد الالكتروني E-mail

وتختلف هذه الخدمة من صحيفة إلى أخرى. إذ يقتصر الأمر في الصحف الصغيرة على إتاحة الفرصة أمام المستخدم لتوجيه رسائل الكترونية إلى محرري الصحيفة, أما الصحف الالكترونية الكبيرة فإنها توسع من نطاق هذه الخدمة لتقدم خدمة إنشاء بريد الكتروني شخصي على الموقع يمكن المستخدم من إرسال واستقبال الرسائل البريدية على أي جهاز كمبيوتر متصل بشبكة الويب في أي وقت، كما تقدم نشرة إخبارية يتم إرسالها يوميا للمستخدم على عنوان بريده الالكتروني تتضمن ملخصات الأخبار وخدمات ملخصة أخرى. وتهدف الصحيفة الالكترونية من وراء ذلك ربط المستخدم بالموقع أطول فترة ممكنة خلال الاستخدام حتى لا يغادره للقيام بأنشطة البريد الالكتروني من مواقع أخرى.


• خدمة مجموعات الحوار

وهي خدمة تقدمها الصحيفة للمتصفحين للتعبير عن آرائهم في القضايا والموضوعات التي يهتمون بها والمستمدة مما تنشره الصحيفة من أخبار وتقارير ومقالات وتقدم الصحيفة الالكترونية عددا كبيرا ومتغيرا وبشكل يومي من مجموعات الحوار أو النقاش التي يمكن للمتصفح الدخول إليها وقراءة آراء الآخرين والإدلاء برأيه في الموضوع المطروح.


• التخاطب الفوري chat

هذه الخدمة تؤمن نقل الرسائل المكتوبة بصفة فورية بين الباث والمتقبلين في الطرف الآخر الذي يرد على الرسالة برسالة أخرى يقوم بكتابتها باستخدام لوحة المفاتيح لترسل إليه على الفور وهكذا يتم التخاطب الفوري.


• الاتصال الهاتفي

وذلك عن طريق تزويد جهاز الكمبيوتر ببعض المكونات الصلبة hardware مثل بطاقة الصوت وميكروفون وتتيح هذه الخدمة استخدام الشبكة في الاتصالات الهاتفية الدولية بالمجان أو بتكلفة اقل كثيرا عن تكلفة الاتصال الهاتفي العادي.
القوائم البريدية: Mailing Lists
وهي قريبة من خدمة جماعات النقاش وتتيح إرسال واستقبال رسائل إلى مجموعة معنية بموضوع ما ويطلق عليها أيضا منتديات الويب web forums]]



• الاستفتاءات

أو سبر الآراء حول موضوع معين يكون عادة أسبوعي أو شهري حول قضية أو حدث ميز تلك الفترة الزمنية مع تقديم مسح يومي لهذه الآراء ونشرها على الموقع حتى يتسنى للمشارك معرفة النتيجة الحاصلة قبل قيامه بعملية التصويت.
المدونات web log
وهي عبارة عن مدونات شخصية، يقصد بها دفتر يوميات الكتروني، يكتب فيها الجمهور اهتماماتهم وتفاصيل حياتهم مع إمكانية تأثيثها بالصوت والصورة، لكنها تطورت لتصبح وسيلة للتعبير وتفرض نفسها كنمط جديد للصحافة الالكترونية.


_____________________________________________________

المراجع :

آمنة نبيح،شبكة ضياء للمؤتمرات والدراسات
مدونة طالبات قسم الصحافة بجامعة أم القرى
[1] - " يعد التلتكست نقلا للنص إلى المشاهدين في اتجاه واحد، وذلك عبر إشارة تلفزيونية لخطوط المسح غير المستخدمة، وتقوم آلة خاصة موجودة بجهاز التلفزيون بفك شفرة البيانات، لتظهر هذه البيانات في شكل صفحات من النص يستطيع المشاهد أن يتخير من بينها ما يشاء. " بن رمضان زكرياء : محاضرات في مادة الشبكات، السنة الرابعة أرشيف وتوثيق، جامعة التكوين المتواصل المدية. 2007.
[2]- الفيديو تكس، الإرسال المعلوماتي المرئي أو التلفزيوني، انظر فرنسيس بال، جيرار ايميري: وسائط الإعلام الجديدة عويدات للنشر والطباعة، ط01، لبنان، 2001، ص07.
[3]- سعد ولد جاب الله، الهوية الثقافية العربية من خلال الصحف الالكترونية، مذكرة لنيل شهادة الماجستير، قسم علوم الإعلام والاتصال، كلية العلوم السياسية والإعلام، جامعة الجزائر، 2006.

[4] -  سعد ولد جاب الله، مرجع سابق،  ص 106.
[5]- حسين شفيق، الإعلام الالكتروني، دار الكتب العلمية للنشر و التوزيع، 50 شارع الشيخ ريحان،  عابدين القاهرة، 2005،  ص39.

 [6]- محمود علم الدين،  تكنولوجيا المعلومات و الاتصال ومستقبل صناعة الصحافة، السحاب للنشر والتوزيع، 2005، ص 158.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق